روائع مختارة | قطوف إيمانية | الرقائق (قوت القلوب) | أســماء ماتت؟؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > الرقائق (قوت القلوب) > أســماء ماتت؟؟


  أســماء ماتت؟؟
     عدد مرات المشاهدة: 2663        عدد مرات الإرسال: 0

 

تعودت كل ليلة أن أمشي قليلا، فأخرج لمدة نصف ساعة ثم اعود..وفي خط سيري يوميا كنت أُشاهد طفلة لم تتعدى السابعة من العمر.

كانت تلاحق فراشا اجتمع حول احدى انوار الاضاءة المعلقة في سور احد المنازل... لفت انتباهي شكلها وملابسها.. فكانت تلبس فستانا ممزقا ولاتنتعل حذاء وكان شعرها طويلا وعيناها خضراوان.. كانت في البداية لاتلاحظ مروري.. ولكن مع مرور الايام.. اصبحت تنظر الي ثم تبتسم.

في احد الايام استوقفتها وسالتها عن اسمها فقالت اسماء.. فسألتها اين منزلكم فأشارت الى غرفة خشبية بجانب سور احد المنازل.. وقالت هذا هو عالمنا، اعيش فيه مع امي واخي بدر.. وسالتها عن ابيها.. فقالت ابي كان يعمل سائقا في احدى الشركات الكبيرة.. ثم توفي في حادث مروري.. ثم انطلقت تجري عندما شاهدت اخيها بدر يخرج راكضا الى الشارع..فمضيت في حال سبيلي.. ويوما مع يوم.. كنت كلما مررت استوقفها لاجاذبها اطراف الحديث.. سالتها: ماذا تتمنين؟ قالت كل صباح اخرج الى نهاية الشارع لاشاهد دخول الطالبات الى المدرسه.. اشاهدهم يدخلون الى هذا العالم الصغير..مع باب صغير ويرتدون زيا موحدا... ولا اعلم ماذا يفعلون خلف هذا السور.. إمنيتي ان اصحو كل صباح لألبس زيهم.. واذهب وادخل مع هذا الباب لاعيش معهم واتعلم القراءة والكتابة.. لا اعلم ماذا جذبني في هذه الطفلة الصغيرة.. قد يكون تماسكها رغم ظروفها الصعبه.. وقد تكون عينيها.. لااعلم حتى الان السبب.. كنت كلما مررت مع هذا الشارع.. أحضر لها شيئا معي حذاء.. ملابس العاب.. اكل.. وقالت لي في احدى المرات.. بأن خادمة تعمل في احد البيوت القريبة منهم قد علمتها الحياكة والخياطة والتطريز.. وطلبت مني ان احضر لها قماشا وادوات خياطه.. فأحضرت لها ماطلبت.. وطلبت مني في احد الايام طلبا غريبا.. قالت لي أريدك ان تعلمني كيف اكتب كلمة احبك..؟ مباشرة جلست انا وهي على الارض وبدأت اخط لها على الرمل كلمة احبك.. على ضوء عمود انارة في الشارع.. كانت تراقبني وتبتسم.. وهكذا كل ليلة كنت اكتب لها كلمة احبك.. حتى اجادت كتابتها بشكل رائع.. وفي ليلة غاب قمرها... حضرت اليها.. وبعد ان تجاذبنا اطراف الحديث.. قالت لي اغمض عينيك.. ولااعلم لماذا اصرت على ذلك.. فأغمضت عيني.. وفوجئت بها تقبلني ثم تجري راكضه.. وتختفي داخل الغرفة الخشبيه.. وفي الغد حصل لي ظرف طاريء استوجب سفري خارج المدينة لاسبوعين متواصلين.. لم استطع ان اودعها.. فرحلت وكنت اعلم انها تنتظرني كل ليله.. وعند عودتي.. لم اشتاق لشي في مدينتي.. اكثر من شوقي لاسماء في تلك الليلة خرجت مسرعا وقبل الموعد وصلت المكان وكان عمود الانارة الذي نجلس تحته لايضيء.. كان الشارع هادئا.. احسست بشي غريب.. إنتظرت كثيرا فلم تحضر فعدت ادراجي.. وهكذا لمدة خمسة ايام.. كنت احضر كل ليلة فلا اجدها.. عندها صممت على زيارة امها لسؤالها عنها.. فقد تكون مريضه.. إستجمعت قواي وذهبت للغرفة الخشبية.. طرقت الباب على إستحياء فخرج بدر.. ثم خرجت امه من بعده.. وقالت عندما شاهدتني.. يالهي.. لقد حضرت.. وقد وصفتك كما انت تماما.. ثم إجهشت في البكاء.. علمت حينها أن شيئا قد حصل.. ولكني لا اعلم ماهو؟؟؟؟ وعندما هدأت الام سالتها ماذا حصل؟؟ اجيبيني ارجوك.. قالت لي لقد ماتت اسماء.. وقبل وفاتها.. قالت لي سيحضر احدهم للسؤال عني فإعطيه هذا وعندما سالتها من يكون..قالت اعلم انه سياتي.. سياتي لامحالة ليسأل عني؟؟ اعطيه هذه القطعه فسالت امها ماذا حصل؟؟ فقالت لي توفيت اسماء.. في احدى الليالي احست ابنتي بحرارة واعياء شديدين فخرجت بها الى احد المستوصفات الخاصة القريبه.. فطلبوا مني مبلغا ماليا كبيرا مقابل الكشف والعلاج لااملكه.. فتركتهم وذهبت الى احد المستشفيات العامة.. وكانت حالتها تزداد سوءا..فرفضوا إدخالها بحجة عدم وجود ملف لها بالمستشفى.. فعدت الى المنزل.. لكي اضع لها الكمادات.. ولكنها كانت تحتضر.. بين يدي.. ثم اجهشت في بكاء مرير.. لقد ماتت.. ماتت أسماء.. لااعلم اماذا خانتني دموعي.. نعم لقد خانتني.. لاني لم استطع البكاء.. لم استطع التعبير بدموعي عن حالتي حينها لااعلم كيف اصف شعوري.. لا استطيع وصفه لا استطيع.. خرجت مسرعا ولااعلم لماذا لم اعد الى مسكني، بل اخذت اذرع الشارع.. فجأة تذكرت الشي الذي اعطتني اياه ام اسماء فتحته... فوجدت قطعة قماش صغيرة مربعه.. وقد نقش عليها بشكل رائع كلمة احبك وامتزجت بقطرات دم متخثره... يالهي.. لقد عرفت سر رغبتها في كتابة هذه الكلمه وعرفت الان لماذا كانت تخفي يديها في اخر لقاء.. كانت اصابعها تعاني من وخز الابره التي كانت تستعملها للخياطة والتطريز.. كانت اصدق كلمة حب في حياتي.. لقد كتبتها بدمها.. بجروحها.. بألمها.. كانت تلك الليلة هي اخر ليلة لي في ذلك الشارع.. فلم ارغب في العودة اليه مرة اخرى.. فهو كما يحمل ذكريات جميله.. يحمل ذكرى الم وحزن.. يحمل ذكرى أسماء، احتفظت بقطعة القماش معي.. وكنت احملها معي في كل مكان اذهب اليه.. وبعدها بشهر.. واثناء تواجدي في احدى الدول.. وعند ركوبي لاحد المراكب في البحر الابيض المتوسط.. اخرجت قطعة القماش من جيبي.. وقررت ان ارميها في البحر..لااعلم لماذا؟؟ ولكن لانها تحمل اقسى ذكرى في حياتي.. وقبل غروب الشمس.. امتزجت دموعي بدم اسماء بكلمة احبك.. ورفعت يدي عاليا.. ورميتها في البحر واخذت ارقبها وهي تختفي عن نظري شيئا فشيئا.. ودموعي تسالني لماذا؟؟ ولكنني كنت لااملك جوابا؟؟ اسماء سامحيني.. فلم اعد احتمل الذكرى؟؟ اسماء سامحيني.. فقد حملتني اكبر مما اتحمل؟؟ اسماء سامحيني فأنا لا استحق الكلمات التي نقشتيها.. اسماء سامحيني.. النهايه

البرواز المكسور.. رسالة الى كل أم.. تصحو صباحا.. لتوقظ اطفالها.. فتغسل وجه امل.. وتجدل ظفائرها.. وتضع فطيرتين في حقيبتها المدرسيه؟؟ وتودعها بإبتسامة عريضه؟؟ الا تستحق أسماء الحياة؟؟؟ رسالة الى كل رجل اعمال.. يشتري الحذاء من شرق اسيا بثمن بخس.. ليبيعه هنا باضعاف اضعاف ثمنه؟؟ الا تستحق أسماء الحياة؟؟ رسالة الى كل صاحب مستشفى خاص.. هل أصبح هدفكم المتاجرة بأرواح الناس؟؟ الا تستحق أسماء الحياة؟؟ رسالة الى كل طبيب في مستشفى حكومي عام.. هل تناسيتم هدفكم النبيل في مساعدة الناس للشفاء من الامراض بعد إذن الله.. الا تستحق أسماء الحياة..؟؟ رسالة الى كل من مر بالشارع الذي تقيم فيه أسماء.. ونظر الى غرفتهم الخشبية وأبتسم.. الا تستحق أسماء الحياة؟؟

رسالة الى كل من دفع الملايين.. لشراء أشياء سخيفه.. كنظارة فنانة.. وغيرها الكثير.. الا تستحق أسماء الحياة؟؟

رسالة الى البرواز المكسور..... الا تستحق أسماء الحياة؟؟ رسالة الى كل من يقرأ هذه القصه.. الا تستحق أسماء الحياة؟؟

رسالة الى الجميع: أسماء ماتت؟؟ ولكن هناك الاف كأسماء.. اعطوهم الفرصة ليعيشوا حياة البشر؟؟

المصدر: موقع شبكة الصوت الإسلامي.